حفيظ دراجي يكتب: زلزال بقوة 7 درجات على سلم “ليفربول”!

profile
  • clock 10 مارس 2023, 5:15:19 م
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01
google news تابعنا على جوجل نيوز

تاريخ الخامس من مارس 2023 سيبقى راسخاً في أذهان الإنجليز، وعشاق كرة القدم البريطانية والعالمية، الذين عاشوا ليلة تاريخية في ملعب "الأنفيلد" بمناسبة ديربي إنجلترا بين "ليفربول، ومانشستر يونايتد" الذي انتهى بنتيجة صادمة لم تسجَّل في الدوري الإنجليزي منذ أكثر من قرن، ولم يسبق لها مثيل في تاريخ الدربيات الإنجليزية، جاءت نتيجة المبارة بشكل غير متوقع تماماً بالنظر للوضعية الحالية لكل فريق.

نتيجة المبارة لها انعكاسات كبيرة على ما تبقى من مشوار الفريقين، ويشكل تهديداً كبيراً حتى لـ"ريال مدريد" في لقاء العودة لدوري الأبطال، خاصة بعد عودة النجم محمد صلاح إلى توهّجه بتسجيله ثنائية، ومساهمته في صنع هدفين، وكذا تحطيمه الرقم القياسي في عدد الأهداف المسجّلة مع الـ"ليفربول" بـ129 هدفاً، متقدماً على اللاعب روبي فولار بـ128، والأسطورة ستيفن جيرارد بـ120 هدفاً.

قبل المواجهة كان فريق "ليفربول" يحتل المركز الثامن في وضعية نفسية وفنية صعبة بسبب خروجه من مسابقتي الكأس المحليتين وخسارته في "الأنفيلد" أمام فريق "ريال مدريد" بـ5 أهداف في ثُمن نهائي دوري الأبطال، فكان مجرد الفوز في الدربي وتحقيق النقاط الثلاث بمثابة إنجاز كبير لـ"ليفربول" أمام فريق لم يخسر في 11 مباراة متتالية في جميع المسابقات، وتوج بكأس الرابطة الإنجليزية الأسبوع الماضي، وتأهل إلى ثمن نهائي مسابقة الدوري الأوروبي، ويحتل المركز الثالث في الترتيب العام.

لذلك لم يكن أحد يتوقع فوز "ليفربول" بتلك النتيجة التاريخية المذلة لـ"مانشستر يونايتد"، والتي ستخلف تداعيات كبيرة يصعب التعامل معها نفسياً وفنياً، والتعامل معها جماهيرياً وإعلامياً بالنسبة لـ"مانشستر يونايتد"، بينما ستعيد إلى الواجهة ذلك الـ"ليفربول" العجيب القادر على قلب الموازين في أي وقت؛ لأنه يملك الهوية والرصيد والروح التي تسمح له بذلك. 

لأول مرة منذ سنة 1908 سجل "ليفربول" 7 أهداف في مباراة واحدة أمام "مانشستر يونايتد"، ولأول مرة منذ نفس التاريخ سجل 3 لاعبين ثنائية لكل واحد منهم في نفس المباراة التي شهد شوطها الثاني انتفاضة كبيرة ذكرتنا بأيام "ليفربول" التي كان يسحق فيها كل الخصوم في طريقه مستثمراً أخطاء بدائية فادحة ارتكبها لاعبو "مانشستر يونايتد".

حيث قال عنها المدرب "إيريك تان هاغ" إنها كارثية بعيدة عن الاحترافية، وروح المسؤولية، في وقت اعتبر "كلوب" مردود فريقه رجولياً وبطولياً يستحق الثناء، وتلك الروح التي تسمح له بإنقاذ موسمه حتى ولو خرج من دوري الأبطال الذي لن يكون دوري الأبطال بدون "ليفربول" الموسم المقبل إذا أخفق في احتلال واحد من المراكز الأربعة الأولى، ما يؤدي الى تسجيل أحد أسوأ مواسم "يورغن كلوب" منذ التحاقه بالنادي قبل 6 سنوات.

الـ"مانشستر يونايتد" من جهته لم يكن ذلك الفريق الذي أطاح بـ"البرسا" في الدوري الأوروبي، ولا الفريق الذي تُوج بكأس رابطة الأندية المحترفة الأسبوع الماضي أمام "نيوكاسل"، ولا حتى ذلك الفريق المتميز حتى الآن، ربما بسبب الإفراط في الثقة والمبالغة في الاحتفال بالتتويج الأول له بلقب محلي منذ 2017م.

فكانت المحصلة تلقي أكبر خسارة في الدوري الإنجليزي الممتاز بالتسمية الجديدة، ومعادلة أكبر خسارة في تاريخه في جميع المسابقات بنفس النتيجة منذ سنة 1926م أمام "بلاكبيرن روفرز"، وعام 1931م  ضد "أستون فيلا"، دون الخوض في التأثيرات النفسية على المدرب واللاعبين، وعلى ما تبقى له من مواعيد مهمة في الدوري، وكأس الاتحاد الإنجليزي والدوري الأوروبي، والتأثيرات على بيع النادي من عدمه خلال الأيام المقبلة.

الصحافة الإنجليزية بكل تخصصاتها حتى السياسية والاقتصادية والفنية أشادت بـ"ليفربول" وكلوب والإنجاز الذي حققه محمد صلاح، واستهزأت بـ"مانشستر يونايتد"، الذي وصفته بكل النعوت التعيسة، تحت عناوين مختلفة تعبر عن الصدمة والمهزلة والكارثة، وتتهكم فيها على المدرب واللاعبين، بينما ركز المحللون في الصحافة الرياضية المختصة على انتفاضة "ليفربول"، والهشاشة الدفاعية لـ"مانشستر يونايتد" الذي كان فيه النجم "ماركوس راشفورد" ظلاً لنفسه، و"برونو فرنانديز" سيئاً بشكل لافت بصفته قائد الفريق، فلم يقدر على قيادته في الميدان بالشكل اللازم. 

فوز "ليفربول" على "مانشستر يونايتد" سمح له بالارتقاء الى المركز الخامس بناقص مباراة، ويسمح له بالتحضير لمباراة العودة في دوري الأبطال بشكل أفضل، حتى لو كانت المهمة صعبة أمام "الريال"، أما خسارة "مانشستر يونايتد" بالسبعة، فسيكون لها تأثير سلبي كبير على معنويات الفريق في صراعه على لقب الدوري، أو حتى المنافسة على المراكز الأربعة الأولى المؤهلة لدوري الأبطال الموسم القادم.

لكن الأكيد أن المتعة ستتضاعف في أفضل دوري في العالم على الإطلاق، والأكثر حماس وإثارة، يحدث فيه ما لا يحدث في دوريات أخرى، ويصعب فيه الجزم بأن أرسنال يتوج بالدوري الإنجليزي الممتاز، رغم تميزه منذ بداية الموسم وتألقه من مباراة لأخرى.

الزلزال الذي ضرب "مانشستر يونايتد" بقوة 7 درجات على سلم ليفربول خلّف آثاراً كبيرة، ستكون لها تداعيات يصعب تصورها من شدة وهول الهزة وتأثيرها على العقول والنفوس والقلوب التي لا تتحمل هذا النوع من الكوارث الكروية. 


 


هام : هذا المقال يعبر فقط عن رأي الكاتب ولا يعبر عن رأي فريق التحرير
التعليقات (0)