توران قشلاقجي يكتب: الأمير عبد القادر والعلاقات التركية – الجزائرية

profile
توران قشلاقجي كاتب وصحافي تركي
  • clock 19 مايو 2022, 12:31:10 م
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01
google news تابعنا على جوجل نيوز

تشهد العلاقات بين الجزائر وتركيا تناميا يوما بعد يوم. وقد استضاف الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، يوم الاثنين الماضي، نظيره الجزائري عبد المجيد تبون، في العاصمة أنقرة، للمشاركة في الاجتماع الأول لمجلس التعاون رفيع المستوى بين البلدين. وقال أردوغان إن “تركيا تعمل على تعزيز التعاون مع جميع الأشقاء في افريقيا على أساس الشراكة المتساوية والربح المتبادل”.
ووقع الجانبان التركي والجزائري 15 اتفاقية على هامش المحادثات في أنقرة، علما أن حجم التجارة بين البلدين ازداد 35 في المئة ليصل إلى 4.2 مليار دولار. وأشار أردوغان إلى أن تركيا والجزائر عازمتَان على المضي بخطوات ثابتة أكثر نحو المستقبل. وأهدى الرئيس أردوغان نظيره الجزائري وثيقة من الأرشيف التركي، تتضمن رسالة مكتوبة باللغة العربية من الأمير عبد القادر الجزائري إلى السلطان العثماني عبدالمجيد الأول، مرفقة بالترجمة، يعرب فيها عن تهانيه بمناسبة اعتلائه عرش السلطنة، ويشير إلى كفاحهم ضد الاحتلال الفرنسي.. ويعود تاريخ الرسالة إلى 14 ديسمبر 1841.

الأمير عبد القادر، محبوب من جميع شرائح المجتمع التركي، ومؤسس تركيا الحديثة مصطفى كمال أتاتورك، استشهد بأقواله إبان مرحلة النضال الوطني

عاش الأمير عبد القادر بين عامي 1807 و1883 وكان من أبرز أبطال الجزائر. وسكن أيضا في ولاية بورصة (شمال غربي تركيا) لمدة 3 سنوات، بعد أن جاء بموجب تفاهم بين السلطان عبد المجيد والإمبراطور الفرنسي نابليون الثالث، لاحتضانه في الأراضي العثمانية. وقد جرى تخصيص قصر له ولأسرته، وخلال هذه الفترة، قدّم الأمير عبد القادر الوعظ في جامع العرب، وقام بتدريس الفلسفة الإسلامية والفقه باللغة العربية، وساعد الفقراء وحرص على تعليم أبنائه. وكان الأمير عبد القادر يشارك أيضا في مراسم ختان الأطفال، ويوزع التبرعات عقب كل صلاة جمعة، وحظي باهتمام أصحاب الرتب العسكرية والموظفين رفيعي المستوى في بورصة، حيث كانوا يزورنه ويوصلون إليه الهدايا المقدمة من السلطان. وفي عام 1855 وقع زلزال بقوة 7 درجات أدى إلى انهيار قصرِه، واشتعال النار في مكتبته وتضرر بساتينه. بعد الزلزال المذكور، انتقل الأمير عبد القادر من بورصة إلى دمشق، وعاش فيها حتى وفاته في عام 1883. والأمير عبد القادر، محبوب من قبل جميع شرائح المجتمع في تركيا، حتى إن مؤسس تركيا الحديثة مصطفى كمال أتاتورك، استشهد بأقواله بشكل متكرر إبان مرحلة النضال الوطني. أمّا صداقة الأمير عبد القادر مع الشيخ شامل، رائد المقاومة ضد الاستعمار الروسي في القوقاز، فإنها تمثل ملحمة يجب نقلها من جيل إلى جيل.

*كاتب تركي

التعليقات (0)