خلدون الشيخ يكتب: هل يفقد مانشستر سيتي كل شيء؟

profile
  • clock 12 فبراير 2023, 3:40:52 م
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01
google news تابعنا على جوجل نيوز

صدمت رابطة الدوري الإنكليزي الممتاز عالم كرة القدم بتوجيه 113 تهمة بخروقات الى نادي مانشستر سيتي المملوك لمجموعة «أبوظبي للاستثمار والتنمية»، ما قد يقود الى عقوبات افتراضية عدة، أفضلها سيئ وأسوأها كارثي، وكأنها تهدم كل ما بنته المجموعة الإماراتية على مدى 15 عاماً من عمر تملكها للنادي.
التهم تتوزع على 4 عناصر رئيسية، أولها تستند على تضخيم المداخيل من الرعاة والمعلنين، وأبرز الأمثلة ما يتعلق بالمداخيل من الراعي الرئيسي «طيران الاتحاد»، وهو ما اشتكى منه الكثير من الخبراء والمحللين، معتبرين أن الجار مانشستر يونايتد الأكبر تاريخياً وجماهيرية وانجازات، لم يحقق مثل هكذا مداخيل من رعاته، فيما أشار آخرون الى أن العملاقين الاسبانيين ريال مدريد وبرشلونة أيضاً لا يحققون مثل هذه المداخيل من رعاتهم.
العنصر الثاني استند على عدد من الخروقات المتعلقة بدفع رواتب عدد من المنتسبين له، كالمدرب السابق الإيطالي روبرتو مانشيني، الذي قاد النادي الى أول بطولة دوري منذ 55 عاماً، والذي تقول الرابطة انه حصل على راتب يضاهي راتبه الرسمي عبر نادي الجزيرة الاماراتي المملوك للشيخ منصور مالك السيتي أيضاً. والعنصر الثالث يتعلق بكسره لقواعد العدل المالي التي يطبقها الاتحاد الأوروبي لكرة القدم (يويفا)، والتي خاض السيتي معه معركة قانونية في 2020 خرج منها بأقل الخسائر. والعنصر الرابع يتعلق برفضه للتعاون مع رابطة الدوري الممتاز طيلة السنوات الأربع الماضية في تحقيقاتها.
طبعا ما يحدث، غير مسبوق في تاريخ الكرة الإنكليزية، وهو بكل تأكيد سينقل مستقبل اللعبة الى آفاق جديدة من الحذر والريبة من الملاك الأثرياء لبقية الأندية، لكن في المقابل إدارة السيتي واثقة من قدرتها على اسقاط كل هذه الاتهامات، مثلما فعلت من اليويفا في السابق، رغم ان محكمة العدل الدولية (كاس)، لم تبرئه من تهم اليويفا، بل أسقطت تهماً بالتقادم وأخرى خفضت فيها الغرامة المادية من 27 مليون يورو الى 9 ملايين يورو، لكن ما قد يعد خبراً سيئاً للسيتي، أن رابطة الدوري الممتاز لن تسقط أي تهمة بالتقادم، خصوصاً انها استغرقت 4 سنوات وهي تتحرى ما وجدته، بناء على المعلومات المنشورة في الصحيفة الألمانية «دير شبيغل» في 2018، والمسربة من «هاكر» برتغالي.
السيتي قد ينجح في الخروج من هذه الأزمة، التي قد تمتد شهورا وسنوات للبت فيها وإصدار حكم، قد يشكل زلزالا في الكرة الإنكليزية، بغرامات مادية، لكن جماهيره تخشى ان تكون العقوبات أغلظ واكثر قسوة، كمعاقبته بخصم نقاط على غرار ما حصل ليوفنتوس في الدوري الإيطالي، الذي خصم منه 15 نقطة، والأنكى ان يتم تهبيط النادي الى الدرجات الدنيا عبر شطبه، على غرار ما حصل مع رينجرز في الدوري الاسكتلندي، ولكن المرعب لجماهير السيتي ان يتم تجريد النادي من الألقاب التي حققها خلال الفترة الممتدة بين 2009 و2018، وهي 3 ألقاب دوري و3 كؤوس محترفين وكأس اتحاد واحد، أي بمعنى آخر سيتم هدم كل ما بنته مجموعة أبوظبي طيلة السنوات الماضية.
رغم ثقة البعض بقدرة السيتي ومحاميه على الخروج من هذه الأزمة بسلام، الا ان البعض الآخر يشير الى صراع سياسي بين الحكومة البريطانية ورابطة الدوري الممتاز، قاد الى تكشير الرابطة عن أنيابها، خصوصا بعد نية الحكومة اصدار مشروع «الورقة البيضاء»، الذي ينص على تعيين لجنة مستقلة لمراقبة ممارسات أندية الدرجة الممتازة المادية، وتسجيل أي خروقات، ما يعني التقليل من عمل رابطة الدوري ونفوذها، وهو ما ترفضه الرابطة.
مهما حدث فان الأمور لن تعود مثلما كانت في السابق، وستكون إدارات مثل تشلسي ومانشستر يونايتد ونيوكاسل حذرة في تعاملاتها المستقبلية، خصوصا بعدما كسر تشلسي كل الأرقام القياسية في نافذتي الانتقالات الصيفية والشتوية، والذي من المؤكد أنه سيقود ادارته الى صدام وشيك مع اليويفا والسلطات المحلية.
ولأن هذه الاتهامات عير مسبوقة في تاريخ الدرجة الممتازة، أو البريميرليغ، فانه لا توجد معايير محددة أو أمثلة سابقة ممكن أن تستند اليها الرابطة وتكون لها مرجعاً، ما قد يجعل كل الاحتمالات قائمة للوقوع، فرغم أن الامر قد يمتد الى 6 سنوات بمشاركة محامين وخبراء من الأعتى والأكبر في اختصاصاتهم، الا ان النهاية قد تكون سعيدة للسيتي بتبرأته، او مقبولة للطرفين بغرامة مالية وتحذير شفهي، واما تنتهي بانتصار للرابطة بايقاع أشد العقوبات على السيتي، وقد تصل الى حد هدم كل ما بني منذ 2008.


 


هام : هذا المقال يعبر فقط عن رأي الكاتب ولا يعبر عن رأي فريق التحرير
التعليقات (0)