الخطة اللي رسمها ونفذها محمد علي

profile
  • clock 1 يونيو 2022, 2:10:57 م
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01
google news تابعنا على جوجل نيوز

تخيل معايا إنك شاب عادي جدا طموحك إنك تبقى ملك أو سلطان على الدول العربية كلها زيك زي السلطان العثماني، حلم جميل بس خيالي، على أرض الواقع فيه قدامك طابور طويل، طويل أوي، الطابور ده واقف فيه كل منافسيك وكلهم أقوياء ووراهم جيوش ودول أوروبية وقرايبك نفسهم، وإنت لوحدك تماما.

طريقة واحدة بس ملهاش تاني، إحنا نجيب ورقة وقلم، ونرسم خطة طويلة المدى بس خطة محنكة جدا، معقدة جدا، رسومات داخلة في بعضها، خطة تاخدلها من خمس لـ١٠ سنوات، عشان تتنفذ، نفضل نشطب على اسم اسم لحد ما يخلالنا الجو.

استيلاء محمد علي باشا على السلطة

تخيل معايا بقا الورقة اللي هو رسمها فيها مين:

  • الجيش الإنجليزي.
  • زعيم المماليك وكبيرهم محمد بك الألفي.
  • نائب زعيم المماليك البرديسي بك.
  • الوالي العثماني خسرو باشا.
  • يوسف بك دراع خسرو باشا اليمين.
  • رجل الدولة العثماني أحمد باشا.
  • علي باشا الجزايري.
  • خورشيد باشا حاكم الإسكندرية العثماني.
  • طاهر باشا قائد الفرقة الألبانية وابن أخت محمد علي باشا.
  • الفرقة الانكشارية.
  • العربان.
  • الدولة العثمانية.
  • القوى المدنية المتمثلة في زعيم الأشراف عمر مكرم.

هنتخلص من الطابور ده إزاي؟ اقرأ معايا الخطة اللي رسمها ونفذها محمد علي باشا من أول يوم ليه في مصر لحد ما وصل للحكم، ونشطب مع بعض على اسم اسم، ونستمتع.

يوسف بك

في البداية اتعين “خسرو باشا” والي على مصر من الدولة العثمانية، وفي نفس الوقت الجيش الإنجليزي انسحب وفق معاهدة أمبيان، بس قبل ما ينسحب كان المماليك مسيطرين على الحكم في الوجه القبلي والبحري، فخسرو باشا بعتلهم فرقتين تحاربهم، واحدة بقيادة “يوسف بك” دراعه اليمين وواحدة بقيادة نائب رئيس الفرقة الألبانية “محمد علي باشا”.

يوسف بك راح عشان يحارب والمفروض محمد علي يكون وراه، محمد علي أخّر نفسه ومراحش، فيوسف بك واجه المماليك لوحده وانهزم واتقتل، أما المماليك فنزلوا تحت وسيطروا على المنيا وقطعوا التواصل ما بين الصعيد والوجه البحري.

نشطب على اسم يوسف بك.

طاهر باشا

زعيم المماليك محمد بك الألفي لما لقى الدنيا ملعبكة شوية، قام راكب مع الإنجليز وراح لإنجلترا عشان يتفاوض على استعادة الحكم، وبكده محمد بك الألفي خرج من المنافسة شوية وهنرجعله تاني.

خسرو باشا لما عرف اللي عمله محمد علي استدعاه وكان عايز يتخلص منه، محمد علي مراحش، وقام مسخّن الجنود عليه عشان يدفعلهم أجورهم، طب يدفعلهم منين؟ مفيش فلوس في مصر، فاضطر إنه ياخد من فلوس الألبان عشان يدي العثمانيين، قام محمد علي مسخّن الألبان بقيادة ابن أخته “طاهر باشا” على خسرو باشا.

طاهر باشا قام واخد الألبان ومحاصر بيت وزير المالية قرب الأزبكية، راح خسرو باشا ضارب عليهم بالمدافع اللي حوالين قصره، وقامت معركة انهزم فيها خسرو باشا، وراح طاهر باشا محاصر القلعة، فاضطر خسرو باشا إنه يلم حاجته وزوجاته وجنوده وراح هربان على دمياط، وبقى طاهر باشا هو حاكم مصر بالوكالة.

لما مسك طاهر باشا، محمد علي راح متواصل مع نائب زعيم المماليك “البرديسي” عشان يأمن الجنب ده، وده خلى طاهر باشا يشك في محمد علي خاله وإنه هو اللي بيحرك قطع الشطرنج دي في الخفاء وعامل غلبان،

فحاول إنه يتخلص منه، لكن محمد علي سخّن اتنين من الانكشارية على طاهر باشا بحجة إنهم مقبضوش مرتباتهم، ولما ملقوش فلوس هجموا عليه وقتلوه، وبعدها الاتنين الانكشارية اللي قتلوه اتقبض عليهم واتعدموا.

نشطب على اسم طاهر باشا ومعاه الانكشارية.

أحمد باشا رجل الدولة العثمانية

ظهر في الصورة أحمد باشا رجل الدولة العثمانية اللي كان في طريقه لولاية المدينة المنورة عن طريق القاهرة، ففلول الانكشارية حاولوا يمسكوه الولاية، لكن محمد علي تحالف مع المماليك، وراحوا هجموا على أحمد باشا وطردوه من القاهرة.

نشطب على اسم أحمد باشا.

الانكشارية القوة المدنية

استغل محمد علي اللي حصل وراح مسخّن الألبان على الانكشارية، راحوا هجموا عليهم واتقتل اللي اتقتل وهرب اللي هرب، وخرج الانكشارية من الحسبة، وفي نفس الوقت اللي كان بيجتمع مع القيادات المصرية ووجهائها وبياكل ويشرب ويصلي معاهم، فآمن جنب الحركة القومية وبقوا مناصرين ليه.

خسرو باشا

543 - الخطة اللي رسمها ونفذها محمد علي

مفضلش غير خسرو باشا اللي في دمياط، فمحمد علي خد المماليك بقيادة عثمان بك البرديسي وراحوا هاجموه في دمياط وجابوه على القاهرة، ومن القاهرة طردوه عشان يرجع الآستانة.

علي باشا الجزايري

العثمانيين بعتوا علي باشا الجزايري عشان يكون هو الوالي ويحل اللي عمّال يحصل في مصر ده، وبعتوا معاه ألف جندي، وصل الإسكندرية ومنها وهو في الطريق للقاهرة محمد علي خد الألبان وقطعوا عليه الطريق، وهزموه، وأخدوه برة مصر في اتجاه الشام، وفي الطريق أعدموه.

محمد بك الألفي

محمد بك الألفي في الفترة دي رجع من إنجلترا بهدايا وفلوس وكنوز وجنود ووعد بإنه يبقى الحاكم، وأخد طريق النيل عشان يوصل للقاهرة على أمل إنه يبقى الحاكم بتأييد إنجليزي، فمحمد علي بتحالف مع عثمان البرديسي اعترضوا طريقه في النيل وسرقوا كل اللي معاه، فنط في النيل وجري استخبى في قلب العربان.

نشطب على اسم محمد بك الألفي.

عثمان البرديسي

محمد علي سخّن الألبان على زعيم المماليك “عثمان البرديسي” عشان مرتباتهم متدفعتش، فالبرديسي ملقاش غير إنه يفرض ضرايب على المصريين عشان يدفع، يقوم محمد علي مسخّن الأهالي، ويعمل جيش صغير كده من الأهالي اللي بقوا حلفاءه والألبان، وراحوا حاربوا عثمان البرديسي، وانتصروا عليه وأجبروا أمراء المماليك كلهم إنهم يهربوا برة القاهرة.

خورشيد باشا

مبقاش فاضل غير خورشيد باشا حاكم الإسكندرية، وباجتماع محمد علي بالأعيان ورجال الدولة، اتفقوا على تعيين خورشيد باشا والي، ومحمد علي باشا قائمقام، وفعلا بقى خورشيد والي، وقابل نفس المشكلة بتاعت كل مرة بتاعت المرتبات، فملقاش غير إنه يفرض الضرايب ويلمها من الشعب عشان يدفع المرتبات كالعادة، وكرهه الشعب والجنود، وبمساعدة الأعيان اختاروا محمد علي باشا بنفسهم عشان يكون هو الحاكم مكان خورشيد باشا.

الدولة العثمانية

وفعلا قعدوه على عرش مصر، وبعتوا للسلطان العثماني طلبهم ده، وافق السلطان العثماني وبعت فرمان رسمي بتعيين محمد علي كوالي على مصر، يوليو ١٨٠٥م، وصل صحيح للكرسي بس لسة فيه الإنجليز،

اللي ضغطوا على السلطان العثماني عشان يمشيه ويخلي محمد بك الألفي هو الحاكم، وحاول السلطان إنه يمشي محمد علي وبعتوله أسطول عثماني بقيادة القبطان باشا، لكن لما وصل لقى تأييد شعبي ليه، فانسحب وتم تثبيت محمد علي في الحكم.

الإنجليز

محمد علي بقى حاكم مصر، بس طموحه كان إنه يعمل دولة زي الدولة العثمانية كده ويحكم المنطقة كلها، فأول حاجة عملها إنه تخلص من التهديدات الداخلية زي المماليك والعربان والقيادة المحلية والإنجليز، فأول تهديد كانت حملة فريزر الإنجليزية اللي فشلت واتاخدوا أسرى.

اشطب على الإنجليز.

عمر مكرم

وبعدها خلافه مع القيادة المحلية انتهاء بنفي عمر مكرم، وموت محمد بك الألفي وعثمان البرديسي، ثم بعدها مذبحة المماليك وانفراد محمد علي باشا بالحكم وتوسعه المعروف، ثم ثورات الصعيد والعربان، وصولا إلى حرب محمد علي ضد التهديدات الخارجية أولا، ومع العثمانيين ثانيا، ثم ضد العثمانيين نفسهم.

اشطب على عمر مكرم وعلى المماليك والعربان.

الخليفة العثماني

في البداية كان محمد علي باشا تابع للدولة العثمانية اسما، وحارب بالوكالة عنها في حروب كتير زي حرب القرم وحرب اليونان وحرب الدولة السعودية، بس في النهاية الطموح يغلب، ووصل بمحمد علي باشا سنة ١٨٣٢م انه توسع لسوريا وانفصل،

وعمل جيش من المصريين حارب العثمانيين نفسهم لحد ما كان بينه وبين اسطنبول خطوات بسيطة، لدرجة إنه أسر الصدر الأعظم “محمد رشيد باشا” في معركة قونية واستولى على أسلحة العثمانيين، وكان على وشك إعلان مصر دولة خلافة جديدة تحل محل الدولة العثمانية.

اشطب على اسم الخليفة العثماني.

الجيش العثماني

لسوء حظ محمد علي، إن الشتا دخل، واضطر إبراهيم باشا إنه يعسكر في قونية قرب اسطنبول لحد ما الجو يهدا شوية، وده إدى وقت للسلطان محمود الثاني إنه يتحالف بسرعة مع الروس، وراح الجيش الروسي منع قوات إبراهيم باشا إنها تتقدم،

وخوفا من روسيا اضطرت بريطانيا وفرنسا تضغط على محمد علي باشا إنه يعمل معاهدة “كوتاهيه” وفيها بقى إبراهيم باشا حاكم عام على المنطقة، والأراضي السورية تدخل في حضن مصر.

الدولة العثمانية أخدتلها خمس سنين ونظمت نفسها، وحاولت تحارب محمد علي باشا تاني عشان تستعيد الأراضي اللي فقدتها سنة ١٨٣٩م، وقامت معركة “نزيب” اللي انهزمت فيها الدولة العثمانية بالكامل،

وانتصر إبراهيم باشا للمرة التانية وقدر إنه يستولى على ١٦٦ مدفع و٢٠ ألف بندقية غير الأسرى والمؤن، والمرة دي كان خلاص فاضل خطوة ويعلن محمد علي باشا دولته.

اشطب على اسم الجيش العثماني.

محمد علي باشا

أوروبا لما خافت إن محمد علي باشا يعلن دولة خلافة جديدة، تدخلت، وباتحاد بين النمسا وإنجلترا بعتوا أساطيل عشان تقطع الطريق بين القوات المصرية في مصر وبين القوات في سوريا، وأجبروا محمد علي على التسليم لمعاهدة لندن سنة ١٨٤٠م، وتجريده من كل الأراضي اللي تحت إيده،

وتحجيم حجم الجيش المصري وبقى ملك تابع للعثمانيين على مصر والسودان ودارفور، ووافق محمد علي تحت ضغط في النهاية، بإجماع فرنسا والمملكة المتحدة والإمبراطورية النمساوية ومملكة بروسيا والإمبراطورية الروسية والدولة العثمانية.

اشطب على اسم محمد علي باشا.

 

 

 

صورة محمد أميرمحمد أمير

كاتب ومؤرخ وصانع محتوى


هام : هذا المقال يعبر فقط عن رأي الكاتب ولا يعبر عن رأي فريق التحرير
التعليقات (0)