ينيف كوفوفيتش يكتب: “المدن المختلطة” لا تقل خطورة من النووي الإيراني

profile
  • clock 5 أبريل 2022, 6:56:00 م
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01
google news تابعنا على جوجل نيوز

هآرتس ٥-٤-٢٠٢٢م – بقلم: ينيف كوفوفيتش

اعتبر الجيش الإسرائيلي التوتر الذي يتصاعد بين العرب واليهود في البلاد عاملاً استراتيجياً قد يكون له تأثير سلبي أثناء القتال. هذا عقب المواجهات بين السكان وقوات الأمن في المدن العربية والمختلطة أثناء عملية “حارس الأسوار”، وكذلك إزاء العلاقة المحتملة بين عرب إسرائيل وحماس أثناء قتال مستقبلي. ونتيجة لهذا القرار، فإن الجيش الإسرائيلي حدّث خططاً تنفيذية للقتال في الجبهة الشمالية، وهذه تضمنت الوضع الداخلي في إسرائيل.

 تحديث خطط القتال ليس خطوة نادرة في الجيش، التي تتم ملاءمتها كل فترة معينة مع الواقع المتغير، إذ ثمة عوامل جديدة تؤخذ في الحسبان قد تؤثر على الاستعداد القتالي وسيره. هذه العوامل تسمى “مكونات استراتيجية”، وعلى المستوى الأمني والسياسي أن يأخذها في الحسبان في قراراته. “تحديات الأمن داخل إسرائيل والتوترات الداخلية أصبحت مكوناً استراتيجياً سلبياً”، قال للصحيفة مصدر أمني رفيع، “الأحداث الأخيرة، التي كانت ذروتها في حارس الأسوار، هي مكونات استراتيجية سلبية صعبة جداً على الأمن أكثر من إيران وحزب الله”.

في شباط الماضي تقرر في الجيش الإسرائيلي أن يضاف وباء كورونا إلى مخططات القتال في الشمال كعامل استراتيجي قد يكون له تأثير سلبي. وقرر الجيش أنه يجب الأخذ في الحسبان إجراء القتال في ظل كورونا أو خلال اندلاع جديد لهذا الوباء مع استمراره. قبل ذلك، قبل نهاية 2019، صادق رئيس الأركان افيف كوخافي على مخططات قتال عملية لقيادة المنطقة الشمالية والجنوبية. وتعطي المخططات رداً على معظم الأوضاع، بدءاً من أحداث أمنية محددة، ومروراً بأيام قتال معدودة، وانتهاء بحرب شاملة متعددة الساحات.

تحديث المخططات العملية استهدف استعداداً لوضع تحدث فيه مواجهات واسعة في الأراضي الإسرائيلية خلال قتال في الشمال. ويستعد الجيش الإسرائيلي لسيناريو تبدأ فيه مواجهات تعرض حياة السكان للخطر تزامناً مع بداية القتال داخل المدن المختلطة، الأمر الذي يقتضي وصول قوات شرطة كبيرة. حسب المصدر الرفيع في الجيش، ستوجه الشرطة في ظل هذا الوضع إلى معالجة الأحداث داخل أراضي إسرائيل ولن يكون رجالها متاحين لمساعدة الجيش.

السيناريوهات التي عرضت على المستوى السياسي فيما يتعلق بالقتال القادم في الشمال، تشمل تقديراً ستسقط –بحسبه- آلاف الصواريخ على أراضي إسرائيل، وصواريخ بالستية وطائرات بدون طيار، قد تطلقها قوات متماهية مع “حزب الله” من لبنان وغزة وهضبة الجولان. ويستعد الجيش أيضاً إلى أن يكون هناك إعاقات في الحركة عقب محاولات لقطع الطرق القريبة من تجمعات البلدات العربية، وأن الشرطة ستجد صعوبة في الوصول إلى مناطق السقوط من أجل معالجة الأجسام الساقطة أو إغلاق مناطق بصورة ستمنع المس بالمدنيين.

خلال القتال ستكون الشرطة هي المسؤولة عن إخلاء الطرق للقوات المقاتلة ومنع النهب من بيوت السكان الذين سيتم إخلاؤهم. حسب التقديرات، سيتم إخلاء عشرات آلاف السكان من بيوتهم أثناء الحرب المقبلة في الشمال. ويقدر الجيش الإسرائيلي أن الشرطة لن تنجح في الوقوف إلى جانبه بالقدر الذي فعلته في أحداث أمنية سابقة. لذلك، يستعد الجيش لوضع طوارئ ستحول فيه صلاحيات الأعمال الشرطية إلى الشرطة العسكرية، وستعطى لرجال الشرطة العسكرية صلاحيات إنفاذ القانون حتى تجاه السكان المدنيين. في الوقت نفسه، في الحالات التي تجد الشرطة صعوبة في العمل بسرعة في “المناطق” [الضفة الغربية] التي سقطت فيها صواريخ، ستحل محلها قيادة الجبهة الداخلية وقوات الهندسة.


هام : هذا المقال يعبر فقط عن رأي الكاتب ولا يعبر عن رأي فريق التحرير
التعليقات (0)