طارق مهني يكتب: بزنس المعارضة 3 انقلاب على الانقلاب .. صراع على مصادر التمويل

profile
طارق مهني كاتب صحفي
  • clock 12 أكتوبر 2021, 4:03:38 ص
  • eye 10011
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01
google news تابعنا على جوجل نيوز

مع تصاعد الأحداث فى الفترة الماضية التي انتهت بإيقاف ستْ قيادات إخوانية فى اسطنبول وإحالتهم للتحقيق بتهمة الفساد وأسباب أخرى ستتضح معالمها فى الأيام القادمة من قبل القائم بأعمال المرشد العام للجماعة إبراهيم منير والمقيم في لندن. 

يتضح للجميع الصراع الدائر هذه الأيام فى جماعة الإخوان بين الفصيلين المتصارعين وفى أروقة القنوات الفضائية المعارضة. مانتج عن هذا الصراع اعتبره البعض انقلاب على الانقلاب القديم الذي قاده من قبل القيادات الاخوانية الموقوفة حاليا او ما يعرفون بالرابطةفى حادثة كانت هي الأكبر بل تُعد واحدة من أهم جذور الصراع  المادي على مصادر التمويل ذلك الصراع الذي تعاظم يوما بعد يوم حتى وصل الحال إلى ماهو عليه الآن.

حادثة اعتبرها البعض فضيحة تتجسد فيها كل معاني الخيانة والكذب والتدليس والسطو على الممتلكات والتنازع بكل صوره. وهو الانقلاب الذي تم في قناة وطن التى تعد القناة الوحيدة المتحدثة والممثلة للإخوان المصريين فى اسطنبول والناطقة باسمهم. 

لذلك لا بد لنا من العودة للوراء لمعرفة تاريخ الصراع .................

البداية 

فى آواخر عام 2015 توقفت فجأة قناة مصر الآن المعارضة بعد عام واحد من انطلاقها  وتعددت الأقاويل وقتها حول السبب الحقيقي للإغلاق.

فمنهم من قال حينها أن مذيع التوك شو الرئيسى (م.ن)  أخطأ فى حق قيادة دولة خليجية كبيرة تجمعها علاقات طيبة بالدولتين المصرية والتركية.

ومنهم من قال أنها أُغلقت من القمر الصناعى بعد تهديدات بالعنف ضد القضاة المصريين.

ومنهم من قال أنها أغلقت ضمن أُطر الصراع والانقسام الذي بدأ داخل اروقة جماعة الإخوان والذي عرف بصراع الرابطة والمكتب.

على أي حال توقفت القناة تماما, وفي يومها الأخير أذاعت بيان على شاشتها فحواه أن جماعة الإخوان لن يكون لها قناة إعلامية ناطقة باسمها أو متحدثه عنها وأنها ستدعم كل الوسائل الإعلامية المناهضة للنظام المصري أيا كان انتمائها وتوجهها.

واستمر الإغلاق ما يقارب ثلاثة أشهر .. 

وليس كل مايقال يُفعل وبالتزامن مع ما يحدث شرع مجموعة من قيادات الإخوان فى تدشين قناة جديدة أعلنوا أنها سوف تخاطب عموم الشعب المصري.

ظهور قناة وطن 

أُسند أمر تأسيس قناة عرفت بعد ذلك بقناة وطن الى محافظ البحيرة الأسبق إبان عام الرئيس الراحل الدكتور محمد مرسي وبعض قيادات جماعة الإخوان التابعين لما يعرف بالمكتب.

وجاءوا بشخص ليس لديه خبرة إعلامية أو إدارية و تم تعيينه طبقا للثقة وليس الكفاءة  كما قيل عنه وقتها.

وأُوكلت له كل الاجراءات الرسمية وفُتحت الحسابات البنكية والتراخيص باسمه رغم أن انحيازه فى هذا الوقت لم يكن معروفا للرابطة أم للمكتب.

شخص لم يتجاوز عامه الثاني فى مجال الميديا فجأة  يصعد لادارة قناة إعلامية تمول ب 320 الف دولار شهريا…. كان هذا تعليق العاملين بالقناة عنه وقتها.

وحسب قولهم كان التمويل يأتي شهريا فى "شنطة " من أحد الدول الخليجية والعجيب أن تلك الدولة مؤيدة بشدة لمصر.

الصفقة 

فى بداية عام 2016 تم البدء فى هيكلة قناة وطن وتم التحضير لبرامجها ومذيعيها على ان يكون مذيع التوك شو فيها هو نفس المذيع الشهير للتوك شو فى قناة مصر الآن السابقة. 

إلا أن مدير القناة بدأ فى العمل لمصالحه الشخصية كما هو معروف عنه , فبصفقة خفيه تنازل عن هذا المذيع المشهور لمدير قناة مكملين ليصبح مذيع التوك شو الرئيسي لهم.

وفي مقابل ذلك يقوم مدير قناة مكملين "بلدياته "  بتشغيل زوجة الأول بجانب عدد من أقاربه في "مكملين" بمرتبات باهظة.

ونحتاج مقال آخر أو مقالات أخرى للحديث عن الشبكة العائلية التي تسيطر على القنوات الإخوانية فى اسطنبول.

وبالفعل تمت الصفقة وأصبحت قناة وطن بدون مذيع توك شو معروف. 

واكتشف مدير قناة وطن أن مؤسسي القناة يريدون مدير آخر غيره يعمل مذيع في قناة مكملين و يرأس الآن كيان يضم غالبية العاملين بفضائيات المعارضة فى تركيا.

فبدأ فى استغلال الصراع بين فصيلي الرابطة والمكتب لصالحه ليضمن استمراره.

الانقلاب والخيانة  

بالكلام المعسول وطأطأة الرأس والنظر للأسفل كان يتعامل مدير قناة وطن مع المؤسسين  من فصيل المكتب ليثقوا به حتى إذا واتته الفرصة لينقلب عليهم فعل. 

فاجتمع المؤسسون لسحب ملف القناة منه و ابلغوه برغبتهم تسليمها لبديله. فوعدهم بالحضور والامتثال لإرادتهم وتسليم الملف.

إلا أنه  قرر الانقلاب عليهم . وأغلق تليفونه وسافر إلى الدوحة.

والغريب أن ذلك اليوم كان افتتاح القناة, فتم الافتتاح على يد مديري الأقسام فقط بدون وجوده أصلا.

وبعد أسبوع كامل عاد من الدوحة إلى القناة فجراً وأخذ كل الملفات والدفاتر والوثائق والتراخيص والأموال.

وتوجه بها مباشرة للطرف الآخر الخصم "المعروفين بالرابطة " وسلمهم كل الوثائق والتراخيص والأموال والحسابات البنكية وطلب منهم أن يقوموا بإسناد إدارة القناة له براتب شهرى " 10 آلاف دولار" مكافأة له على هذه الخطوة الجريئة من وجهة نظرهم وللعلم هؤلاء هم من تم إيقافهم هذه الأيام والتحقيق معهم. 

وبالفعل تم الانقلاب على حين غفلة من المؤسسين من "إخوان المكتب" الذين أولوه الثقة من قبل. وهاجوا وماجوا وجعلوا يكتبون على مواقع التواصل الاجتماعى يلعنون هذا الشخص ويصفونه بالكذب والاحتيال والسرقة.

و كما هو معتاد طبقا لتجاربنا السابقة مع الاخوان ان كلما سُب شخص أو ظهر فساده كلما استثمر ذلك ليتمكن أكثر بل وصل لأن يعرض لمن حوله هذه الشتائم والتهديدات قائلا جملتهم المعروفة (إذا تصدر أحدكم للعمل العام عليه أن يتصدق بعرضه) ولا مانع من دمعتين خفيفتين تدل على ما يبذله في سبيل الدعوة من وجهة نظرهم.

واستقر الطرف الآخر من الإخوان فى السيطرة على القناة لكن وكما يقول المثل (الخائن لا يؤتمن).

قرر المسيطرون الجدد على القناة من إخوان الرابطة, أن يُنصَبوا مجلسين لتُتخذ بهم القرارات مجلس إدارة عُليا يتكون من سبعة أشخاص ."سنتحدث عنهم فيما بعد".

يكون هذا المجلس بمثابة الإدارة العليا للقناة و استحدثوا ما عُرف بمجلس إدارة تنفيذي يتكون من مديري الأقسام تدار بهم القناة وبهذا يكون المدير حلقة الوصل بين المجلسين.

وقرر المسيطرون الجدد أن تتحول القناة بدلاً من مخاطبة عموم المصريين الى مخاطبة الصف الاخوانى فقط. 

وبدأوا فى التخلص من كل من ليس له علاقة بجماعة الإخوان من الإعلاميين فى القناة وبشكل تعسفي مستغلين عدم وجود مستندات وعقود قانونية حيث ان جميع العاملين فى القناة لا يملكون تصاريح عمل.

الفساد

لكن ماهى إلا أيام حتى شاهدنا  كم الفضائح والسرقات والفساد الاخلاقى والادارى والمالى والصراعات والمشاجرات اليدوية التى وصلت للمحاكم التركية فضلا عن تسريب مقاطع الفيديو الفاضحة وتزوير الأوراق والمستندات والاتهام فى الأعراض والعياذ بالله. 

وماحدث أثار حفيظة الكثير من العاملين ضد المدير المنقلب ومجلس الإدارة العليا  مما دفع قيادات الرابطة  إلى اقصاؤه عن إدارة القناة وهنا ظهرت إشكالية أخرى كيف يتم اقصائه وهو يملك ملفات وأوراق وأسرار لا يجب ان تخرج الى الخارج واحتمال خروجها سيوصم الجميع بالفساد, فاضطروا إلى عدم طرده والاكتفاء بإسناد البرنامج الرئيسي للقناة  ليقدمه كمذيع.

في النهاية

كل ماذكرته وما سوف اذكره ان شاء الله فى مقالات قادمة يُدلل على كم الفساد الشامل فى هذه الكيانات والتى تجعلنا نتسائل.....

كيف كان يمكن لهؤلاء أن يحكموا مصر هذا البلد العظيم بكل أطيافه ومؤسساته .

ولكن ما هوَن كل هذا أن الحكومة التركية تكشَف لها كثير من حقائق الإخوان باعلامهم واتخذت خطوات جدية نحوهم ونتوقع ما هو أكثر.

موضوعات قد تهمك :

مجدي حسين: حان وقت المصالحة الشاملة

مسؤل مكتب تركيا فى الاخوان يماطل فى تسلم المكتب المنتخب

رسالة مسربة لإبراهيم منير للصف داخل الإخوان المسلمين حول التغييرات الأخيرة

إخوان مصر: ملتزمون بقوانين تركيا

إبراهيم منير القائم بأعمال مرشد الإخوان المسلمين : لا نرفض الحوار مع السيسي

مقالات قد تهمك :

طارق مهني يكتب : بزنس المعارضة ..لصوص مكملين

طارق مهني يكتب : بزنس المعارضة - سبوبة الزنازين

لعبة التسريبات.. كيف استخدم السيسي بعض قنوات المعارضة بالخارج لتثبيت حكمه

كيف تحول نشطاء وسياسو الربيع العربي إلى موظفين بإسطنبول

المعارضة المصرية بالخارج .. نهاية لعبة الكفيل شتات اختياري

التعليقات (0)