دراسة حديثة تكشف عن آثار غير متوقعة لمُسكنات الآلام الشائعة

profile
  • clock 1 يونيو 2022, 8:01:57 م
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01
google news تابعنا على جوجل نيوز

نشر موقع «ساينس دايلي» الأمريكي تقريرًا عن النتائج التي توصَّلت إليها دراسة جديدة أُجريَت تحت قيادة جامعة ييل بشأن الآثار غير المتوقَّعة لتناول مسكنات الآلام وخاصة مضادات الالتهاب اللاستيرويدية (NSAIDs). وخلُص التقرير إلى أن مضادات الالتهاب اللاستيرويدية، مثل تنوعات ومشتقات مادتي الأيبوبروفين والأسبرين، تُستخدَم على نطاق واسع في علاج الآلام والالتهابات. ولكن حتى وإن أُخِذَت جرعات مماثلة من مضادات الالتهاب اللاستيرويدية، فقد ينجم عنها تأثيرات غير متوقَّعة في كثير من الأمراض، ومنها أمراض القلب والسرطان.

مسكنات الآلام الشائعة: دراسة جديدة

يشير التقرير في بدايته إلى أن هناك دراسة جديدة أُجريَت تحت قيادة جامعة ييل في 18 مايو (أيار) 2022 كشفت عن عملية مجهولة سابقًا تؤثر بها بعض مضادات الالتهاب اللاستيرويدية (مسكنات الآلام) في الجسم. وقد توضح هذه النتيجة سبب توصُّل مضادات الالتهاب اللاستيرويدية المماثلة إلى مجموعة من النتائج السريرية، فضلًا عن إمكانية أن توضح هذه المضادات كيفية استخدام الأدوية في المستقبل. وقد نُشرَت الدراسة في 23 مايو في مجلة «إميونتي».

وحتى الآن، كان يُعتقد أن التأثيرات المضادة للالتهابات لمضادات الالتهاب اللاستيرويدية (مسكنات الآلام) لا تظهر إلا من خلال تثبيط بعض الإنزيمات، غير أن هذه الآلية لا تأخذ في الحسبان كثيرًا من النتائج السريرية التي تختلف باختلاف الأدوية. على سبيل المثال، تمنع بعض مضادات الالتهاب اللاستيرويدية الإصابة بأمراض القلب في الوقت الذي تتسبَّب فيه أنواع أخرى من هذه المضادات في الإصابة بالمرض، كما ترتبط بعض مضادات الالتهاب اللاستيرويدية بانخفاض مُعدَّل الإصابة بسرطان القولون والمستقيم، في حين يمكن أن تؤثر مجموعة واسعة من هذه المضادات تأثيرًا بالغًا في الإصابة بالربو.

وتضيف الكاتبة: الآن، ومن خلال استخدام مزارع الخلايا والفئران، اكتشف باحثو جامعة ييل آلية مميزة تُمكِّن مجموعة من مضادات الالتهاب اللاستيرويدية من تخفيف الالتهابات. وقد تساعد هذه الآلية في تفسير بعض هذه التأثيرات المثيرة.

ووفقًا للتقرير، أظهر البحث أن بعض مضادات الالتهاب اللاستيرويدية (مسكنات الآلام) فقط، ومنها الإندوميتاسين، الذي يُستخدَم لعلاج التهاب المفاصل والنقرس، والأيبوبروفين، تعمل أيضًا على تنشيط بروتين يُسمَّى العامل النووي2 المرتبط بالإريثرويد-2، والذي يحفِّز، إلى جانب خصائص أخرى، عمليات مضادة للالتهابات في الجسم.

وقالت آنا إيزنشتاين، وهي أستاذة في كلية الطب بجامعة ييل والمؤلفة الرئيسة للدراسة، إنه: «من المثير للاهتمام أن مضادات الالتهاب اللاستيرويدية لها طريقة عمل تختلف عما كان معروفًا سابقًا». وأضافت: «ونظرًا إلى أن الناس يستخدمون مضادات الالتهاب اللاستيرويدية بصورة متكررة، فمن المهم أن نعرف ما تفعله هذه الأدوية في الجسم».

مخاطر مسكنات الآلام: تأثيرات غير متوقَّعة

ووفقًا للتقرير، لا يستطيع فريق البحث أن يقول على وجه اليقين إن التأثيرات غير المتوقَّعة لمضادات الالتهاب اللاستيرويدية (مسكنات الآلام) ناجمة عن العامل النووي2 المرتبط بالإريثرويد-2، إذ يتطلب ذلك إجراء مزيد من الأبحاث. «لكنني أعتقد أن هذه النتائج توحي بذلك»، على حد تعبير آنا آيزنشتاين.

وتنظر آنا آيزنشتاين الآن في بعض التأثيرات الجلدية لهذه الأدوية، التي تتسبب في الإصابة بطفح جلدي وتقرحات في الجلد وتفاقم الحساسية، وهل تتأثَّر بالعامل النووي2 المرتبط بالإريثرويد-2 أم لا. ويشير الباحثون إلى أن هذا الاكتشاف لا يزال يحتاج إلى تأكيد إصابة البشر به. ولكن إذا تأكَّد ذلك، فقد تؤثر هذه النتائج في كيفية علاج الالتهابات وكيفية استخدام مضادات الالتهاب اللاستيرويدية.

على سبيل المثال، تقيِّم عِدَّة تجارب سريرية مدى فعالية الأدوية التي تنشِّط العامل النووي2 المرتبط بالإريثرويد-2 في علاج الأمراض الالتهابية، مثل مرض الزهايمر والربو وأنواع مختلفة من السرطان. وقد يتمكَّن هذا البحث من تحديد إمكانات هذه الأدوية وحدودها.

وتضيف الكاتبة: بالإضافة إلى ذلك، قد تُوصَف مضادات الالتهاب اللاستيرويدية (مسكنات الآلام) على نحوٍ أكثر فاعلية في المستقبل، مع مضادات الالتهاب اللاستيرويدية المنشطة للعامل النووي2 المرتبط بالإريثرويد-2 ومضادات الالتهاب اللاستيرويدية غير المنشِّطة للعامل النووي2 المرتبط بالإريثرويد-2 التي تُطبَّق على الأمراض التي من المرجَّح أن تعالجها. وأوضحت آنا آيزنشتاين أن نتائج البحث قد تشير أيضًا إلى تطبيقات جديدة تمامًا لمضادات الالتهاب اللاستيرويدية.

ويتحكم العامل النووي2 المرتبط بالإريثرويد-2 في عددٍ كبير من الجينات المشاركة في مجموعة واسعة من العمليات، منها التمثيل الغذائي والاستجابة المناعية والالتهابات. وقد يتسبَّب البروتين في الشيخوخة وطول العمر والحدِّ من الإجهاد الخلوي.

وفي نهاية التقرير، تقول آنا آيزنشتاين: «يشير العامل النووي2 المرتبط بالإريثرويد-2 بشدة إلى أن مضادات الالتهاب اللاستيرويدية قد يكون لها تأثيرات أخرى، سواء تأثيرات مفيدة أو ضارة، لم نبحث عنها حتى الآن».


هام : هذا المقال يعبر فقط عن رأي الكاتب ولا يعبر عن رأي فريق التحرير
التعليقات (0)