أحمد خالد صالح: مسلسل "تحت الوصاية" يعكس واقعا تعايشت معه بعد وفاة والدي

profile
  • clock 23 أبريل 2023, 6:01:17 م
  • eye 90
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01
google news تابعنا على جوجل نيوز

خطف المسلسل المصري "تحت الوصاية"، الذي عرض خلال النصف الثاني من شهر رمضان المبارك الأضواء وسرعان ما تحولت قضية المسلسل الرئيسية إلى مطلب جماهيري يستدعي تدخل تشريعي.

وحقق المسلسل، الذي ناقش قضية اجتماعية جادة وملحة في المجتمع المصري، إشادات من الجمهور والنقاد على حد سواء.

وينادي المسلسل، الذي عرض في 15 حلقة فقط، بمطلب محدد وهو منح الوصاية المباشرة للأم على أبنائها القصر، حال وفاة زوجها وعدم دخولها في تعقيدات روتينية مع المجلس الحسبي نتيجة وصاية الجد أو العم.

وسرعان ما انسجم المشاهدون خلال عرض المسلسل مع نجوم العمل، ولكن هذه المرة كان انسجاما دراميا مع الشخصيات التي يجسدها النجوم لا مع شخصياتهم الحقيقية.

واستحوذ الفنان أحمد خالد صالح، الذي كان يجسد شخصية "الأستاذ زكريا" في المسلسل على نصيب الأسد كأحد أنجح شخصيات المسلسل، كونه جمع بين الرومانسية الشاعرية المحببة للمشاهد من جهة، وبين التجسيد المتقن لمعلم في الأقاليم المصرية متقمصا الشخصية بسلاسة منقطعة النظير.

الفنان المصري أحمد خالد صالح فتح قلبه على مصراعيه لقراء "العين الإخبارية"، ليعبر في حوار شيق كيف استعد للشخصية حتى أتقن لهجة أهلها فبات في زمن وجيز كأحد أبناء قرية عزبة البرج في محافظة دمياط.

لم يخف صالح فرحته بحالة الزخم التي حققها المسلسل، خلال أيام عرضه، مبديا في تواضع عدم اكتراثه بتحقيق العمل أعلى مشاهدات بقدر ما يعنيه أن ينال استحسان الجمهور والتنبيه للأزمة التي يناقشها العمل.


هل توقعت نجاح المسلسل بهذه الدرجة؟
لم أتوقع هذا النجاح الكبير، ولكنني كنت على يقين بأننا سنقدم عملا يجمع بين المقاييس الفنية والرسالة الإنسانية، وردود الفعل كانت مبهرة من الجماهير والنقاد على حد سواء، لأن العمل يخاطب الوعي ويسعى إلى التغيير ويقترب من الفكرة الإنسانية، حيث يستعرض العلاقة بين الأم وأطفالها، وقضية الوصاية، ولذلك حظى المسلسل بردود فعل تصاعدية وكلها إيجابية وهذا الأمر أسعد فريق العمل كله.

وعلى المستوى الشخصي، كنت متفائلا جدا ومتحمسا للمشاركة في عمل يسلط الضوء على هذه القضية المتعلقة بحقوق المرأة المصرية وحرمانها من الوصاية على أولادها بعد وفاة الزوج، وشخصيا تعرضت لأمور مشابهة مع المجلس الحسبي بعد وفاة والدي.

ما طبيعة ما تعرضت له مع المجلس الحسبي، خاصة أنك لست قاصرا؟

بعد وفاة والدي، كانت شقيقتي تحت السن القانوني وكانت والدتي تذهب باستمرار إلى المجلس الحسبي للحصول على الأموال والمصاريف الخاصة بتعليمها، وغيرها من الأمور والمصاريف الثابتة التي لا تنتظر التأجيل، وكان الأمر برمته صعبا على والدتي.

بالعودة إلى المسلسل، حدثنا عن شخصية "الأستاذ زكريا" من وجهة نظرك؟

كلمة السر في نجاح العمل بأكمله هو المخرج محمد شاكر خضير، بالإضافة إلى العديد من العوامل الأخرى التي ساهمت في خروجه للجمهور بهذا الشكل، إلا أن وجود مخرج مبدع مثل محمد شاكر خضير على رأس العمل زاد من قيمته، فقد كان يتعايش مع جميع شخصيات المسلسل لنظهر جميعنا في حالة إبداعية متكاملة، وكان حريصا أن تكون الشخصيات حقيقية جدًا على المستوى الخارجي والداخلي، ونجح في الوصول بأدائنا إلى الأفضل.


 

كيف قمت بالاستعداد لهذه الشخصية؟

سافرنا إلى دمياط في زيارات ميدانية والتقينا بالأهالي، وتحدثنا معهم في أمور عديدة لنتعرف على ردود فعلهم وكيف يتصرفون في مختلف الأمور، حتى صار لدينا معلومات كثيرة عن طبيعة أهالي عزبة البرج بدمياط، ونجحنا في رسم الشخصيات بالشكل الذي ظهر على الشاشة.

الأزياء لعبت أيضا دورا محوريًا في المسلسل خاصة في شخصية "الأستاذ زكريا". 

ظهور "الأستاذ زكريا" بهذا الشكل على الشاشة، يعود إلى مهارة مصممة الأزياء المتميزة ريم العدل، وفهمها العميق لطبيعة الشخصية، وقدرتها على التعبير عن الشخصيات والأحداث عبر تصميماتها واختياراتها الفنية، وحاولت ريم من خلال الأزياء أن تقدم تصوراً واقعياً عن طبيعة جميع الشخصيات في المسلسل على اختلافها.


 

يردد البعض أن المسلسل يتناول زاوية واحدة فقط باعتبارها الحقيقة المطلقة لصالح الأم، فيما يغفل مشكلات أخرى وهي تبديد أموال القصر إذا تركت دون رقابة المجلس الحسبي؟ 

المسلسل سلط الضوء على واحدة من القضايا المسكوت عنها منذ سنوات، وناقشها درامياً لتحريك المياه الراكدة بهدف جذب الانتباه إلى هذه المشكلة، والعمل مجرد وسيلة لرصد الظاهرة، ولكننا لم نفرض على المجتمع رأيا محددا، العمل وضع خطوطاً حمراء حول المشكلات والعقبات التي تواجهها المرأة من المجلس الحسبي بوجه عام، خاصة في المصاريف الثابتة التي تحتاج الأم إليها لاحتياج الأبناء القصر لها بشكل دائم.

وما ردك على الانتقادات التي طالت لهجة الممثلين في العمل في بداية عرض المسلسل؟

المسلسل لم يسيء إطلاقاً لأهالي دمياط واللهجة الدمياطي، بالعكس كنا متقاربين جدا مع لهجتهم، وقمنا بعمل معايشة مع أهل عزبة البرج لخروج المسلسل في أحسن صورة ممكنة، ولذلك حصد المسلسل ردود فعل إيجابية في الشارع الدمياطي بعد الانتهاء من عرضه، وكل الانتقادات التي وجهت للعمل في بدايته تحولت لإشادات في النهاية، بما يعني أن المسلسل نال استحسان أهالي دمياط.

انتقاد آخر وجه للمسلسل حول تجاهل التحقيقات في مقتل شخصية عم ربيع التي جسدها الفنان رشدي الشامي؟ 

أنا مجرد ممثل في العمل، المسائل الكتابية والإخراجية تقع على عاتق المخرج والمؤلفين، وليس لدي إجابة على هذا الأمر. 

بعد نجاح المسلسل بهذه الطريقة ينادي البعض بتقديم جزء آخر، فهل هناك خطة لذلك؟

لا أعتقد ذلك ولم يطرح الأمر علي وأعتقد أنها ليست من طبيعة مخرج العمل محمد شاكر خضير أن يقوم بذلك.

وما تعليقك على تسليط صحيفة الجارديان البريطانية الضوء على المسلسل ورصد نجاحه؟

فخور جدا بهذا الأمر، وفخور أيضاً بالمشاركة في هذا العمل، وجميع الممثلين المشاركين وباقي عناصر العمل من التصوير والمونتاج والديكور لظهوره بهذا الشكل، وسعيد جدا بأن المسلسل نال استحسان الجميع.


 

هل كان لديك تخوف من المنافسة، خاصة أن المسلسل جاء في 15 حلقة فقط وفي النصف الثاني من رمضان؟

لم نفكر في المنافسة، وكان تفكيرنا ينصب حول إيماننا بفكرة العمل، وكان هدفنا وهو خروج العمل على مستوى عال من الاحترافية والتميز، ولا يمكن أن نتغافل عن أن المنافسة مفيدة للجمهور ولصناعة الدراما بوجه عام، ولكن يجب ألا يكون هناك تخوف منها حتى نستطيع تقديم دراما ناجحة.

"تحت الوصاية" هو الوحيد الذي استطاع زعزعة عرش مسلسل "جعفر العمدة"من الصدارة في رمضان.

لم نكن من البداية نسعى إلى ذلك، فقط قدمنا المسلسل وتركنا الحكم للجمهور، وسعيد جدا بنجاح المسلسل بهذا الشكل، ولكن ابتعادي عن السوشيال ميديا ومواقع التواصل الاجتماعي المختلفة، جعلني غير متابع لما يقال عن المسلسل.

عرض في شهر رمضان عشرات المسلسلات، هل تابعت أي عمل؟

كنت من متابعي مسلسل "جعفر العمدة" بجانب مسلسل "تحت الوصاية" خلال شهر رمضان، واستمتعت بجميع الأعمال الناجحة التي تقدم للجمهور خلال الموسم الواحد، وكنت سعيدا بتنوع الأعمال الدرامية الناجحة.


 

قبل عرض المسلسل تعرضت الفنانة منى زكي لانتقادات لظهورها بالحجاب في الملصق الدعائي، فهل أثر ذلك عليها؟ 

في الحقيقة منى زكي من أفضل الفنانات الموجودة في الساحة، ولم تعر هذه الانتقادات أي اهتمام، هي ركزت كليا ليخرج العمل بشكل رائع وجميل، ولم تلتفت لأي أمر آخر، خاصة أنه تبين فيما بعد أن كل ما قيل حول المسلسل قبل عرضه مجرد شائعات لا أساس لها، وما يمكنني قوله إن العمل مع الفنانة القديرة منى زكي ممتعا بشكل كبير، ولا أستطيع أوفيها حقها بالكلام سواء على المستوى الفني أو الشخصي.

وما تقيمك دون انحياز لأول تعامل معها؟

كنت على معرفة شخصية بمنى زكي منذ سنوات طويلة عن طريق والدي رحمة الله عليه، ولكن علاقتنا أصبحت أقوى بعد العمل في المسلسل، حيث جمعتنا ظروف كثيرة وسفر لفترات طويلة أثناء التصوير، وحينها اكتشفت أنها إنسانة عظيمة على المستوى الشخصي، وعلى المستوى الفني، فهي محترفة في تعاملها مع زملائها ومهنتها.

في رأيك هل نجاح المسلسلات مقرونا بكتائب السوشيال ميديا المسؤولة عن حملات الدعاية لها؟

كما ذكرت منذ قليل فإن عدم تواجدي على مواقع التواصل الاجتماعي يجعلني غير ملم بهذه الأمور، لأنني أفضل دائما ردود الفعل في الشارع أكثر من السوشيال ميديا، لأن تعامل الجمهور في الشارع حقيقيا جدا، أما على السوشيال ميديا من الممكن أن يكون شخص واحد لديه عدد كبير من الحسابات والصفحات الوهمية التي يظهر من خلالها حبه وتفاعله مع عمل معين ليقنع أكبر عدد ممكن من رواد مواقع التواصل الاجتماعي بنجاح هذا العمل.


 

شاركت في مسلسل ٤٥ حلقة ثم شاركت في رمضان بمسلسل ١٥ حلقة، هل هناك فرق كبير بينهما؟

عادة أحب العمل فقط سواء كان المسلسل طويلا أو قصيرا، المهم أن يكون له هادفا ويحمل رسالة، وبعض المسلسلات ربما تكون قصتها قصيرة ولا تحتاج إلى عدد حلقات طويلة، أو العكس.

أخيراً، ما أعمالك المقبلة؟

انتظر عرض مسلسل "حرب الجبالى"، الذي تم الانتهاء من تصويره، وهو من مسلسلات الـ45 حلقة بالمناسبة، ويشارك به نخبة كبيرة من نجوم الفن، منهم رياض الخولي، صلاح عبدالله، سوسن بدر، أحمد رزق، وفردوس عبدالحميد.

 

  •  

التعليقات (0)