تكبير الخط تصغير الخط

بصوته الجميل وأدائه القوي، أبكى القارئ السوداني الشاب نورين صديق ملايين السودانيين والعرب، قبل أن يرحل عنّا في ريعان شبابه.

وتوفي القارئ نورين صديق في 7 نوفمبر/ تشرين الثاني 2020 إثر تعرضه لحادث سير مروّع قرب مدينة أم درمان، وتوفي معه 3 شيوخ لدى عودتهم من مدينة وادي حلفا.
 

وجاءت وفاة القارئ نورين صديق صادمة لجميع محبيه داخل السودان وخارجه، إذ مثّل بلاده في العديد من المسابقات والمناسبات الدينية العالمية، واشتهر بتلاوة القرآن بروايات متعددة.
 

القارئ السوداني نورين صديق

ولد نورين محمد صديق في قرية الفرجاب قرب مدينة بارا بإقليم كردفان وسط السودان، وأتم حفظ كتاب الله في سن مبكرة، وتلقى دروسه في علوم القرآن الكريم على يد الشيخ المكي في زقاق الفرجاب.

وتميز "صديق" على أقرانه من راغبي حمل كتاب الله، وأصبح شيخهم في خلوة الفرجاب، ولم يستغرق وقتًا كثيرًا ليطوف اسمه في كل أرجاء البلاد، وكان إماما لأشهر مساجد العاصمة السودانية الخرطوم.

وعرف القارئ الشاب بترتيل القرآن بصوت خاشع، وجذب إليه الآلاف من المتهجدين في ليالي شهر رمضان الكريم، وصار إمامًا لمسجد الخرطوم الكبير ومسجد السيدة سنهوري ومسجد النور في العاصمة.

صوته في كل مكان

ويحظى القارئ نورين صديق بحب الملايين في السودان، ويتردد صوته في وسائل المواصلات العامة والسيارات الخاصة عبر إذاعة القرآن الكريم، وتحرص المحال التجارية على الاستفتاح بصوته.

وشارك "صديق" باسم السودان في العديد من المسابقات الدولية، وكان أبرزها مسابقة القرآن في ماليزيا ودبي، ونافس على جائزة الملك عبدالعزيز في المملكة العربية السعودية وأحرز المركز الثاني عام 2005.

وفاة مأساوية

توفي "صديق" يوم الجمعة 6 نوفمبر/ تشرين الثاني 2020 في حادث سير مروّع على بعد 18 كلم من مدينة أم درمان عن عمر ناهز 38 عامًا، وتوفي معه 3 شيوخ كانوا يستقلون السيارة معه هم: علي يعقوب، عبد الله عوض ومهند الكناني.

وأعلن وزير الشؤون الدينية والأوقاف في السودان، نصر الدين مفرح، وفاة نورين صديق، ونعاه القارئ الشيخ عبدالرشيد صوفي، المفتي السابق للصومال، بكلمات مؤثرة، قائلًا: "أسأل الله تبارك وتعالى أن يصبرنا جميعا، فهذه مصيبة عامة لكل المسلمين في فقدان مثل هذا الشيخ رحمه الله، الذي كان بصوته بالقرآن الكريم يصدع في كل مكان، رحمة الله عليه، إنا لله وإنا إليه راجعون".