كيف عالجت اليونان القديمة السرطان؟

profile
  • clock 26 يونيو 2022, 6:40:59 م
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01
google news تابعنا على جوجل نيوز

نشر موقع «جريك ريبورتر» تقريرًا أعدَّه فيليب كريسوبولوس، الكاتب بالموقع اليوناني، استعرض فيه الأساليب والطرق التي اتَّبعها أطباء اليونان القديمة في معالجة المصابين بالسرطان.

اكتشاف السرطان

يستهل الكاتب تقريره بالإشارة إلى أنه على الرغم من أن مصر سجَّلت أول حالة إصابة بالسرطان عام 1600 قبل الميلاد، فإن الطبيب اليوناني القديم أبقراط (410-360 قبل الميلاد)، المُلقَّب بأبي الطب، هو الذي حدَّد طبيعة هذا المرض الذي تعاني منه البشرية حتى يومنا هذا، وأطلق عليه اسم «Cancer السرطان».

ووصف أبقراط عدة أنواع من السرطان، وصفها بـ«الكاركينوس»، وهي كلمة يونانية التي تعني سرطان البحر، أو الورم الكركيني (سرطان الأنسجة). وبرزت هذه الكلمة من خلال ظهور السطح المقطوع لورم خبيث صلب مع عروق ممتدة على جميع الجوانب مثل أقدام سرطان البحر.

ويرى الكاتب أن النظرية الخلطية دفعت أبقراط إلى وضع تصوُّر للسرطان، ذلك أنه كان يعتقد أن الجسم يحتوي على أربعة أخلاط (سوائل الجسم)، وهي الدم والبلغم والصفراء والسوداء، وأن حدوث أي خلل في هذه السوائل قد يؤدي إلى الإصابة بالمرض، وكان يُعتقَد أن زيادة «السوداء» في عضو معين من أعضاء الجسم تسبِّب الإصابة السرطان.

وفي القرن الثاني بعد الميلاد، أطلق الطبيب الإغريقي جالينوس على الأورام الحميدة لفظ «أونكوس» المشتق من الكلمة اليونانية التي تعني الورم، أو الانتفاخ، أو الكتلة، واحتفظ بلفظ كاركينوس الذي أطلقه أبقراط على الأورام الخبيثة.

وتجدر الإشارة إلى أن نظرية السرطان الخلطية كانت شائعة خلال العصور الوسطى لأكثر من 1300 عام. وخلال تلك الحقبة، حُظِر التشريح لأسباب دينية؛ وهو ما أسفر عن نقصٍ في المعرفة المتعلقة بالسرطان. وظل العلاج القائم على النظرية الخلطية شائعًا حتى أن اكتُشفَت الخلايا في القرن التاسع عشر.

أبقراط يرسم الأورام الظاهرة

ويضيف التقرير: ومنذ أن حظرت العادات اليونانية القديمة تشريح الجُثث، لم يصف أبقراط ويرسم إلا الأورام الظاهرة على الجلد، والأنف، والثدي. واستند هذا العلاج على النظرية الخلطية. ووفقًا لحالة المريض المزاجية، يتكون العلاج من اتباع نظام غذائي أو الحِجامة أو أخذ أدوية مُسهِّلة.

وكان أبقراط يعتقد أن السرطان نتج عن زيادة الصفراء السوداء في أي جزء محتمل من أجزاء الجسم. وإذا فشل الطحال في التخلُّص من هذه الصفراء، فقد يصاب المريض بالسرطان. كما تعرَّف أبقراط على أحد الأعراض المُبكِّرة للإصابة بالسرطان التي تتمثَّل في الشعور بمرارة المذاق في الفم مصحوبًا بفقدان الشهية.

ووصف الأطباء في ذلك الوقت أنواعًا مختلفة من السرطان، بما في ذلك الأنواع المخفية والواضحة، والنوع المكتسَب وغير المكتسَب، بالإضافة إلى أحجام الورم التي تتراوح بين حجم صغير مثل مُقلة العين وحجم كبير مثل البطيخ.

أنواع شائعة من السرطان في اليونان القديمة

ووفقًا لما ذكره جالينوس، تتمثَّل أشهر أنواع السرطانات في سرطان الرحم والثدي لدى النساء.

وبحسب التقرير، لاحظ أطباء اليونان القديمة عند فحص المرضى أن الورم السرطاني كان ظاهرًا ويصعب لمسه نوعًا ما، فضلًا عن كونه غير منتظم الشكل والتصاقه بالأنسجة المحيطة مع توسع الأوردة وأن درجة حرارته تكون باردة نوعًا ما. كما أشار هؤلاء الأطباء إلى أن التقرُّحات تتراكم في المنطقة المحيطة من الجسم في بعض الأحيان.

كما تسبَّب السرطان في حدوث تورُّم، ولم يصاحبه ارتفاع في درجة الحرارة، بينما سُجِّلَت أعراض أقوى أخرى تتمثل في ألم ونزيف حادِّين.

وفيما يتعلق بالعلاج قدَّم أطباء اليونان القديمة حلولًا طبية للمرضى، وفي حالة فشلهم في مساعدة المريض، يشرع الأطباء في إزالة الورم عن طريق الجراحة. كما استخدم الأطباء الأعشاب مثل الأسكليبيا، والأُشْنة، والأرستولوشيا، والدراجونوفيس، والإلبومينوس، والإليفاروس، والزبيب، وغيرها من الأعشاب.

ومن أجل استئصال «الصفراء السوداء» الخبيثة، يُجري الأطباء عملية الفصد (عمل شق بالوريد عن طريق إبرة)، وإذا لم يكن ذلك كافيًا، فيزال الورم من خلال الجراحة إن كان ذلك ممكنًا. وتتمثَّل الخطوة التالية في كيِّ الأوعية المحيطة لوقف النزيف الحاد والخطير.

وبعد التدخل الجراحي يتَّبع المريض نظامًا غذائيًّا مُعزِّزًا للصحة من نوع خاص، وبرنامج تمارين، حتى يشعر بتحسُّن. ومع ذلك يشير استخدام عدد كبير من الأعشاب والأدوية إلى أن الأطباء القدامى كانوا يعرفون بالفعل مدى انخفاض فرص نجاة مريض السرطان، وهو ما ختم به الكاتب تقريره.


 

 


هام : هذا المقال يعبر فقط عن رأي الكاتب ولا يعبر عن رأي فريق التحرير
التعليقات (0)