قصة قصيرة من الأدب الروسي: الدوري والسنونوات

profile
تراث الأقلام روائع المقالات القديمة من الأرشيف
  • clock 11 يوليو 2022, 12:05:40 م
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01
google news تابعنا على جوجل نيوز

قصة قصيرة من الأدب الروسي بعنوان: الدوري والسنونوات
للأديب والفيلسوف الكبير: ليف تولستوي 
الترجمة بقلم الأديب القدير: صياح الجهيم

كنت، ذات يوم، في الفناء أنظر إلى عش السنونو تحت سقف البيت. رأيت سنونوتين تغادران عشهما، ظل العش فارغاً. أثناء غيابهما، نزل دوري من السقف طائراً، وقفز إلى حافة العش، وألقى نظرة حواليه، وصفق بجناحيه، ووثب إلى داخل العش، ثم أخرج رأسه وزقزق.
بعد قليل رجعت إحدى السنونوتين إلى العش؛ لكنها عندما شاهدت الدخيل أطلقت صرخة، ورفرفت بجناحيها عدة مرات ثم رجعت. ظل الدوري في العش يزقزق. وفجأة، وصلت جماعة من السنونو؛ طارت جميعاً نحو العش كأنها تريد أن ترى الدوري، ورجعت.
لم يخالج الدوري خوف؛ وظل يهز رأسه ويزقزق. دام ذلك زمناً طويلاً، كانت السنونوات تعود، وتفعل شيئاً ما، وتذهب مرة أخرى.
لم تكن تأتي عبثاً؛ كانت كل سنونوة تحمل شيئاً من الطين في منقارها، لتسد بها، شيئاً فشيئاً، فتحة العش. ومرة أخرى، ذهبت السنونوات وعادت؛ ظلت تسد فتحة العش التي أخذت تزداد ضيقاً.
في البداية كان يُرى عنق الدوري، ثم لم يعد يُرى سوى رأسه، ثم سوى
منقاره، ثم لم يُر شيء بعد ذلك. حبسته السنونوات حبساً في العش، ثم نشرت أجنحتها وأخذت تحوم، وهي تصفر حول البيت.
تمت

تعقيب:
"الدوري" المعتدي لم يفكر بالتوبة أو التراجع عما فعل من سلبه لعش السنونوات، هذه سمة في المعتدين، إذ أن أغلبهم أصحاب ضمائر خبيثة. و"السنونوات" لم تتحجج أن الدوري أقوى منها وأشد بأسًا، وإنما اتحدت -والاتحاد لبنة النجاح الأولى- وبدأت مقاومتها التي لا تذكر في الحال، لكنها على المدى البعيد خنقت العدو وأهلكته، فتوجت جهودها بالانتصار.
هو درس في عدم الصلح مع من سلبنا حقوقنا، ولا استصغار الجهود المبذولة في استعادة ما هو لنا.

التعليقات (0)