غيورا آيلند يكتب: سيناريو «الخطر الأكبر»

profile
  • clock 4 أبريل 2022, 5:44:27 م
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01
google news تابعنا على جوجل نيوز

يديعوت -بقلم: غيورا آيلند

تذكر عمليات آذار 2022 بفترة قاسية – آذار 2002، الشهر الذي قتل فيه 135 إسرائيليا في 17 عملية. في حينه، بتأخير أليم، وجدنا الحل وقد قام على أساس ثلاثة عناصر: حملة السور الواقي؛ إقامة عائق الفصل؛ والاهم – استغلال الثورة  التكنولوجية التي أتاحت لنا العثور على مكان المخربين واعتراض الاتصال بينهم.
التحدي الحالي مختلف، وعليه أيضا على الجواب ان يكون في قسم منه مختلفا. من يدعو الى “السور الواقي 2” يخطئ الهدف.
فضلا عن الأعمال الفورية والصحيحة والتي تتمثل بإغراق المنطقة بأفراد الشرطة والجنود، من الصواب اتخاذ خمسة أعمال:
1. العائق حول الضفة الذي كان متواصلا وناجعا قبل 18 سنة، أصبح مثقبا ومخترقا مع السنين. لا مفر من استثمار المال بالإسمنت والحديد لأجل سد الثغرات القائمة.
2. ظاهرة الماكثين غير القانونيين موجودة ليس فقط بسبب الثغرات في الجدار بل لأن مئات الإسرائيليين (يهودا وعربا) يشغلونهم بهدف التوفير في النفقات. التشريع المسهل والإنفاذ الواهن يجب أن يتغيرا.
3. لا يمكن الاكتفاء بالاجتياحات المتقطعة التي تقوم بها الشرطة لجمع السلاح غير القانوني. مطلوب عمل واسع يتضمن عقوبات اقتصادية قاسية ومصادرة أملاك كل من يحمل سلاحا كهذا.
4. العقاب: من نفذ العمليات في بئر السبع، الخضيرة وبني براك كانوا حبسوا في حينه على نشاطات إرهابية. لو كان هؤلاء الأشخاص في الحالات الثلاث حكموا لعشر سنوات، لما كانت هذه العمليات قد تمت.
5. الاستخبارات: قبل شهرين فقط حول قضية NSO، صدم الكثيرون من أن الشرطة تتنصت على الإسرائيليين. وبالفعل، فإن شرطا ضروريا لمكافحة الإرهاب هو توسيع قدرة الشرطة و”الشاباك” على اقتحام خصوصية مشبوهين بأعمال عدائية. التكنولوجيا موجودة، وبالتالي فإن الحديث يدور عن المقدرات والتشريع.
ونعم، دولة ديمقراطية تضطر لأن تجد التوازن بين احتياجات الأمن وبين حقوق الفرد، ولكن نقطة التوازن يجب أن تتغير بسرعة عندما يكون الخطر هو على الحياة نفسها. من المهم التشديد أيضا على ما لا يجب عمله. ليس صحيحا تقليص عدد التصاريح الصادرة للفلسطينيين، من الضفة او من غزة، للدخول والعمل في إسرائيل. على مدى عشرات السنين رأينا أن مشاركة هؤلاء الأشخاص في الإرهاب صفرية، ومن جهة أخرى فإن توفير الرزق للعمال الفلسطينيين هو مصلحة إسرائيلية واضحة.
دون التقليل من شدة مخاطر الإرهاب، يوجد، اليوم، خطر اكبر تلقينا عنه تحذيرا قبل عشرة اشهر. يدور الحديث عن سيناريو معقول نكون فيه في مواجهة في غزة او في لبنان (او في كلتيهما في الوقت نفسه) وفي ظل الحملة يكون انضمام الى القتال لعرب إسرائيليين. لنفترض أن الحديث يدور فقط عن الأقلية في الأقلية. حفنة من عرب إسرائيل. وحفنة واحدة هي 2000 شخص. واذا كان الحديث يدور عن 2000 مسلح يعيشون في قلب الدولة مع حقوق للتحرك في داخلها فإن احتمال الضرر هائل.
اكثر من هذا، قبل عشرة اشهر رأينا نشاطا متقطعا ضد مطاعم ومساكن. في المرة التالية يمكن للأمر ان يكون اخطر اذا ما وجهت “حماس” او غيرها أولئك المشاغبين ليعملوا في محاور سير مركزية او ضد معسكرات جيش او شبكات مدنية حرجة، وكل ذلك بالتوازي مع إطلاق الصواريخ على كل الدولة.
الخطوات الخمس التي ذكرت مهمة بالطبع في أثناء مثل هذا السيناريو أيضا ولكن هذا لا يكفي. ثمة حاجة أيضا الى تعزيز الشرطة بالقوى البشرية وبالوسائل (مركبات محصنة ضد  النار مثلا) وكذا تعزيز الدفاع عن البنى التحتية الحيوية.

 


هام : هذا المقال يعبر فقط عن رأي الكاتب ولا يعبر عن رأي فريق التحرير
التعليقات (0)