سليمان جودة يكتب:ما بين الجريمتين!

profile
  • clock 12 أغسطس 2022, 3:44:23 م
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01
google news تابعنا على جوجل نيوز

رد فعل المجتمع فى عمومه تجاه جريمة قتل طالبة فى الزقازيق على يد زميلها يختلف بشكل واضح عن رد فعل المجتمع نفسه تجاه جريمة قتل طالبة المنصورة على يد زميلها!.. فما السبب، وما الفرق، وأين الخلل على وجه التحديد

إن رد الفعل مختلف بين الحالتين بطريقة مزعجة، وهو مختلف إلى حد أنك تكاد تراهن على أن فى البلد كثيرين لا يعرفون أصلًا ماذا جرى فى الزقازيق.. هذا شىء حاصل بكل أسف أمامنا، ويمكنك رؤيته بالعين المجردة، وملاحظته بأدوات الملاحظة المباشرة!.

وما يزيد من الأسى فى الأمر أن جريمة المنصورة وقعت فى واحدة من مدن الدقهلية البعيدة عن القاهرة، ولم تقع فى العاصمة ليقال مثلًا إن وقوعها فى قاهرة المعز هو الذى جعلها تملأ الدنيا وتشغل الناس.. فالمنصورة مدينة كبيرة بين مدن الأقاليم، شأنها بالضبط شأن الزقازيق فى محافظة الشرقية.. ومع ذلك.. فالاختلاف بين صدى الجريمتين على مستوى الرأى العام نفسه لافت ومؤلم!.

ويؤلم أكثر أن الجانى فى الحالة الأولى طالب والمجنى عليها طالبة، وفى الحالة الثانية تكررت المسألة نفسها بالضبط، وهذا ما يدعو إلى الحيرة حقًّا!.

ولا أحد يعرف إلى الآن ما إذا كان طالب الزقازيق قد ارتكب جريمته على سبيل تقليد طالب المنصورة!.. ولا أحد أيضًا يعرف ما إذا كانت حالات التعاطف على مواقع التواصل مع طالب المنصورة قد شجعت الطالب الثانى على ارتكاب جريمته!.. لا أحد يعرف بعد.. فهذا ما سوف يكشف عنه التحقيق فى الجريمة!.

أخشى ما يخشاه كل عاقل فى مجتمعنا أن يكون اختلاف رد الفعل من المنصورة إلى الزقازيق راجعًا إلى حالة من حالات الاعتياد على الأشياء لدى الناس!.. تمامًا كما تعتاد العين على القبح فلا تنكره إذا وقع البصر عليه، ولا ترى فيه ما هو غريب، ولا ما هو شاذ عن الطبيعى، ولا ما هو خارج عن العادة، ولا يسعى أحد بالتالى إلى تغييره، ولو من باب الغيرة على قيمة الجمال كقيمة فى حد ذاتها!.

الاعتياد على الشىء السيئ يؤشر إلى شىء أسوأ فى خريطة الشعور العام، وهذا ما لا بد من الاستنفار فى مواجهته لأنه مؤشر على شىء خطر فى مناعة المجتمع!.


هام : هذا المقال يعبر فقط عن رأي الكاتب ولا يعبر عن رأي فريق التحرير
التعليقات (0)