أحدث الموضوعات
28 مارس 2024
كان والدى هو النموذج المثالى للمدخن فى نظرى كنت أتأمله وهو يدخن بمزيد من الإعجاب والتقدير ولسان حالى يقول انك لمتمكن
كان والدى يدخن البلمونت وظل يدخنها حتى توقف عن التدخين وكان ونحن صغار يدخن معدن ممتاز ذات العلبة المبططة وتفتح من الجانب كعلب السجائر المعدنيه
كان يلتقط السيجارة باصبعين ويضعها فى فمه ويشعل عود ألثقاب ويقربه بحرص من مقدمة السيجارة ويأخذ نفسا عميقا فتشتعل مقدمة السيجارة كجذوة حمراء متقده فيهز يده مطفئ
عود ألثقاب ويلقيه على مهل ثم يأخذ نفسا آخر من السيجارة وتبدء عضلات وجهه فى الأنبساط ويهيم فى دنياه مع أنفاس سيجارته
كنت اجلس عن بعد اتامله واتعجل الزمن أن يمضى وأصبح رجلا مثله وادخن بالكيفيه التى يدخن بها
كان التدخين مسموح به فى أي مكان وعندما أشاهد تسجيلات لحفلات أم كلثوم أتعجب كيف كانت تغنى ودار سينما قصر النيل التى كانت تغنى على مسرحها
تتصاعد منه سحابات دخان من سجائر الحاضرين وكانت اعلانات السجائر تغطى لوحات الإعلانات بالشوارع وفى الصحف ودور السينما
فى بداية السبعينات بدء غزو السجائر الاجنبيه للسوق المصرى وظهرت الروثمان والدانهيل والكنت ودومورييه ومعها بدأت ولاعات السجائر
وكنا ونحن شباب نتباهى بعلبة السجائر المارلبورو أو الروثمان أو الدانهيل ومعها ولاعه رونسون وكنا حين يجلس أحدنا على المقهى
أو فى العمل يضع علبة السجائر وفوقها الولاعه علامة التميز وبعد ذلك ظهرت الولاعات البلاستيكية وأشهرها بيك
ويوما بعد يوم أصبحت السيجارة وكوب الشاي أو فنجان القهوة من مفردات الحياه اليوميه وأذكر انى فى أوقات كثيره كنت أضع مقعدا بجوار النافذه
واجلس وكوب الشاى على افريز النافذه والسيجاره فى فمى وكتاب فى يدى اجلس هكذا بالساعات حتى أنهى على الكتاب واقضى على علبة سجائر واحتسي عددا غير محدود من أكواب الشاى
وأذكر أن المبدع يوسف ادريس كان له قصه قصيره تتحدث عن عميد إحدى الكليات نظر من نافذة مكتبه فرأى فى الحديقه طالبه تأخذ ركنا من الحديقه وتشعل سيجاره القصه كلها تصف كيف تدخن هذه الفتاه سيجارتها فى وصف راءع
كانت مشكلة المشاكل عند المدخنين الشرهين هى رمضان والصيام أما بالنسبه لى كنت اتغلب على ذلك بأن ساعة الإفطار أتناول لقيمات سريعه ثم ابدء فى التدخين وغالبا كنت أشعل اول سيجاره بعود ألثقاب أو الولاعه
وبعدذلك أشعل السيجارة من السيجارة حتى اتشبع تماما وأبقى طيلة النهار لا أعانى من شيء ولا اشتاق للتدخين
وكنت حين أحس بانى أعانى من التدخين كنت أقول لنفسى من الغد لن ادخل لمدة شهر وكنت فعلا فى الصباح امتنع عن التدخين لمدة شهر كامل والعجيب اننى فى اليوم الواحد والثلاثون أعود للتدخين مجددا
غدا احكي لك كيف استطعت الاقلاع عن التخين
مرت أيام وسنوات وخرجت من مصر بدرجة مدخن فوق المتوسط وذهبت إلى النمسا فى فيينا وجدت عالم التدخين عالم مختلف تماما تحكمه قواعد وقوانين واعراف
فى فيينا السجائر لاتباع فى اى مكان هناك محلات لبيع السجائر والسيجار وكل أنواع التبغ ومستلزماته وغير مسموح بالبيع إلا فى هذه المحلات
ولهذه المحلات تراخيص لاتعطي إلا لمن يحمل كارنيه المحاربين القدامى أو من لديه نسبة عجز فوق 50% تقديرا لهم
وحين وصلت هناك فى نهاية السبعينات كانت السجائر متاحه لجميع الأعمار وشيء فشيئا بدء المنع لأقل من16عاما
المحلات كانت تغلق أبوابها فى السادسه مساءا وكل محل من محلات السجائر يمتلك اوتوماتيك (ماكينة تشترى منها السجائر )
فلا تجد اى مشكله فى شراء دخان فى اى وقت المشكله انك تجد كثيرا من الصغار يدخنون فجعلت الحكومه الأوتوماتيك لا يعمل إلا إذا ادخلت بطاقة اءتمان(كريديت كارد) للماكينه أولا قبل أن تضع النقود وبدونها لا يعمل الاوتوماتيك
والسجاءر هنا لاتزيد نسبه النيكوتين بها عن 0،10 وليس12 أو 15كما فى مصر وهنا أيضا يباع سجائر دخان نقى بدون إضافات عليه
المهم انطلقت فى عالم التدخين بشراهه حتى اننى كنت ادخن ثلاث علب مارلبورو أحمر يوميا وكان كريم ابنى الأكبر وهو عمره سنتان أجده أحيانا يجلس تحت الماءده ليلا فى الظلام وهو ممسكا بعلبة سجائري
ويخرج كل سيجاره ويسحقها باصابعه الصغيره وانا وحظى قد أستطيع إنقاذ بعض السجائر أو لا استطيع
وفى سن السادسه كان يكتب لى عدة أوراق كل ورقه بها عباره أما التدخين ضار بالصحه أو ممنوع التدخين أو احرص على صحتك ويضعها فى أماكن متفرقة فى المنزل كى تلفت انتباهى
كريم الآن جراح مخ واعصاب ولم يدخن فى حياته سيجاره واحده
المهم أن كوارث التدخين بدأت تظهر امامى فخالى أصيب بسرطان الصدر بالرغم انه كان قد أقلع عن التدخين قبلها بعشرين عاما وتوفى أحد زملاء العمل أيضا بالسرطان
وبدأت أحس بالتعب من أقل مجهود وأصبح صدرى كأن فرقة آلات نفخ تعزف بداخله فشحذت ارادتى ونويت الاقلاع وفعلا ظللت لمدة احدعشرة شهرا مقلع تماما
وبدأت أحس بالتحسن وبدء وزنى يزيد ولكن جاءت وفاة والدى كلطمة أطاحت بى ووجدت نفسى أعود ثانية إلى التدخين وبشراهه
وظلت هكذا حتى أصبت بالتهاب رءوى فذهبت إلى الطبيب وكان صديقا عزيزا فنصحني بأن أجرى أشعة على صدرى وذهبت إلى طبيب الأشعة
وهو أيضا مصرى وحين أجرى الأشعة وشاهد الصور وجدت ملامح وجهه قد تغيرت بعض الشيء
وقال لى انت طبعا تدخن قلت نعم قال كم سيجاره تقريبا قلت له حوالى ستون سيجاره فقال لى انا لن أستطيع أن أقل لك امتنع عن التدخين
لانى أيضا ادخن ولكنى ساطلب منك أن لاتزيد عن خمس سجائر يوميا قلت له لا استطيع قال إذن لا تزيد عن عشرة فى حالة النرفزه فقط
قلت له لا أما أن ادخن كما اريد وأما لا ادخن قال لى هذا هو الانتحار بعينه قلت له هل من الممكن أن ادخن سيجاره الآن
قال لامانع أشعلت سيجارة ورميت بالعلبة وكانت كامله فى سلة القمامة وقلت له هذه آخر سيجاره سادخنها وبعد ذلك لا للتدخين
قال هل ستستطيع قلت سترى ومن يومها كان هذا فى العام1989اى منذ سبعة وعشرون عاما لم ادخن ولا حتى نفس واحد
وكان هذا الطبيب كلما قابلنى يسألني هل لا زلت على العهد واجيبه بالايجاب فيتعجب
والآن وانا ارى كثيرا من المدخنين يذبلون وتنسحب الحياه من أجسادهم ر ويدا رويدا حتى يحصد الموت أجسادهم
أحمد الله على أنه الهمنى القرار الصائب فى الوقت المناسب واعطانى القوه كى استمر فى القرار
أخيرا أستطيع أن أقول لك التدخين ضار جدا بالصحه ولاهو لذيذ ولا رايق